بحـث
المواضيع الأخيرة
التبادل الاعلاني
كيف تختار زوجتك؟
صفحة 1 من اصل 1
كيف تختار زوجتك؟
كيف تختار زوجتك؟
مقدمة :
هل تعلم إن عملية الاختيار تلعب دور الحصان الأسود في تحقيق السعادة الزوجية لكن التشتت والانفصال هما الحصاد المر لسوء الانتقاء ولكن ما رأيك في الحكمة القائلة: "إن تعزيز الزواج أولى من البحث عن تقليل نسب الطلاق" وهل تصدق إن مبدأ "شريك الحياة يكملني" خرافة واهية، وهل تعتقدين إن حديثك مع زوجك قبل ذهابه إلى عمله مباشرة في أمر مهم يؤدي إلى قلقه طوال اليوم، ولكن ما رأيكما في دراسة تؤكد إن الاتصال والزوجة مع الأقارب يديم الزواج لمدة أربع سنوات. ولكن ما هو الزواج المثالي وماذا عن شروطه وأركانه وما هي الحقيقة في قضية الحب قبل الزواج أم بعده.. وهل الزواج يكون بين فردين أم بين عائلتين وبيئتين .. وماذا تعني مسألة الألفة النفسية والعاطفة البيولوجية والالتزام الاجتماعي وكذلك ما هي المفاهيم المختلطة التي تهدد الكيان الأسرى منذ بدايته.. هذه القضايا وغيرها يجيب عنها الدكتور حمود القشعان الاستشاري الأسري بالديوان الأميري الكويتي والأستاذ الأكاديمي في جامعة الكويت .
س :كيف يتم الاختيار الزواجي؟
ج :عملية التفكير في الزواج أمر فطري والاستعداد لإقامة أسرة شيء طبيعي لكن الذي ينبغي أن يكون واضحا في أذهان الأشخاص المقدمين على الزواج هو قضية الاختيار التي تلعب دور الحصان الأسود في تحقيق السعادة الزوجية وهي من الأهمية بمكان حيث أشار إليها النبيe في انتقاء الأصحاب حيث قال: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" وإذا كان هذا في باب الرفقاء الذين يعيش المرء معهم بعض الوقت فهو في باب اختيار الطرف الآخر أولى ومن هنا وجب التوقف والانتباه عند عملية البحث عن شريك الحياة بدلا من الندم والحسرة بعد الزواج حيث التشتت والانفصال أو الاستمرار مع البعض وهذا هو الحصاد المر لسوء الاختيار الذي أظهرته إحصائية ناتجة عن استبيان مفادة أن 88% يستعدون فقط لمظاهر ليلة الزفاف في حين يهتم 12% بمرحلة ما بعد الزفاف من حياة هادئة معتمدين في ذلك على حسن الاختيار لان تعزيز الزواج بالانتقاء الصحيح أولى من البحث عن تقليل نسب الطلاق ، وعملية الاختيار الزواجي واحدة من ثلاث نظريات الأولى منها هي تكامل الحاجات بمعنى أن الإنسان يبحث عن شريك يكمل نقصا لديه وهذا ما أكدته دراسة أن أبناء الأغنياء يبحثون عن الفتاة الجميلة والعكس وهذا النوع عرضة للمشاكل الزوجية والانفصال ولو بعد حين ، أما النظرية الثانية فهي التجانس حيث التقارب في النمط السلوكي والفكري والحياتي ولذلك من الخطأ الاعتقاد أن الزواج بين فردين ولكنه بين عائلتين وبيئتين وبالتالي التجانس واجب بينهما وهذه النظرية هي المطبقة في دول الخليج وتأتي نظرية الاختيار اللاشعوري لتكمل الثلاثية وتظهر هذه النظرية في التعامل بين الطرفين بعد الزواج والاهم تصحيحها حيث يتأثر كل منهما بمكنونه اللاشعوري وهنا نرسي قاعدة مفادها أن الزواج الصحيح هو الذي تتساوى فيه الضغوط الداخلية والخارجية حيث تحكمه العاطفة ويوجهه العقل بمباركة الأسرة وخلاف ذلك فهو زواج مريض ولو استمر إلى ابد الدهر .
س :هناك جملة من المفاهيم المختلفة والتي تهدد الكيان الأسري منذ بدايته ..هل لك أن تلقي الضوء عليها مع بيان الأولى والأصح فيها ؟
ج: أخطر ما يواجه الحياة الزوجية هي مسالة المفاهيم فهي بمثابة حجر الزاوية الذي ينبني عليه نجاح أو فشل الزواج وتأتي الصعوبة في هذه النقطة من اختلاف الناس حولها كل حسب تجربته الشخصية حيث يعتقد كل إنسان أن ما قام به في عملية الزواج هو الصحيح رغم أخطائه مما يولد نوعا من الصدمة عند الفشل ولذلك من الواجب الوقوف عند تلك الأفكار والتعامل معها بعلمية ومنهجية لتوضيح الغث والثمين منها ومن هذه المفاهيم اختلاف الناس حول " هل الحب قبل الزواج أم بعده " والصحيح أنه بعد الزواج ودليل ذلك أن هناك أبحاثا ودراسات سويسرية تحارب العلاقة والحب قبل الزواج لإثباتها ان تلك العلاقة تقوم على العاطفة واللعب بالمشاعر ، أما الفكرة التي تليها فهي " شبح إحصاءات الفشل " فبعض الناس يرون أن الكلام عن الطلاق فيه مدعاة للانتباه وتحذير للأزواج من انهيار الحياة الزوجية والبعض الآخر خلاف ذلك والصحيح التقليل من الكلام عن الطلاق انطلاقا من القاعدة التي تقول " كثرة المساس تميت الإحساس " حتى ان بعض الأزواج يطلقون زوجاتهم لأدنى خلاف من منطلق ان المجتمع معظمه مطلق ومن هنا تظهر خطورة كثرة القول بان ظاهرة الطلاق بالمجتمع الخليجي بدأت تنمو وتنتشر بشكل خطير، والخرافة التي تلي ذلك ويجب أن نصححها هي الاعتقاد أن " شريك الحياة يكملني " لان الإنسان إذا لم يكن سعيدا من داخله فلن يسعده الزواج وهذا ما تجسده المقولة الإنجليزية " اضحك تضحك معك الدنيا .. ابك تبك بمفردك" ، أيضا فهم البعض أن تعليم المرأة مؤثر سلبي في زيادة المشاكل الأسرية ، والحقيقة انه كلما تعلم الزوجان ازداد استقرارهما أيضا يتصل بهذا المفهوم القول بأن عمل المرأة له تأثير عكسي على مدى التماسك الأسري والحقيقة أن هذا الأمر نسبي يتعلق بطبيعة عمل المرأة وقدرتها على الموازنة والتوفيق بين رغبات البيت والعمل فإذا نجحت في ذلك دون إفراط أو تفريط جاز لها الاستمرار وإذا أخلت بحقوق المنزل وجب عليها التوقف عن العمل ، كذلك من المفاهيم الواجب تصحيحها الجزم بأن إنجاب الأولاد هو العنصر الأساسي لاستمرار الزواج والصواب أن الأطفال يؤخرون الطلاق فقط وهذا ما أكدته الدراسة التي تمت على 230زوجا وزوجة .
س :السكن والتعدد مع توزيع الأدوار والحوار .. رباعية الخلل الأسرى ... لماذا ؟
ج :لأن بعض الأزواج يلجأون إلى هذه النقاط ليعلقون فشلهم عليها ويجدون متكأ يبررون به سقوطهم فمثلا الزوجة ترى أن السكن مع أهل الزوج كان السبب الأساسي في المشاكل والخلافات بسبب التدخل الواضح من الأهل ولكن هذا غير صحيح لأن التدخل لا يرتبط بالمكان الجغرافي فمن الممكن أن يتم عبر الهاتف أو خارج المنزل أو حتى بالنظرة العابرة، وإذا تجاوزنا هذه المسألة إلى التعدد- تعدد الزوجات- فسنجد انه مبدأ إسلامي صحيح ولكن بشروطه فلا يصح القدوم على الارتباط بالثانية لتأديب الأولى. أما فيما يتعلق بتوزيع الأدوار فيكون سببا في الخلل الأسري بعدما أصبحت المرأة الخليجية اكثر مسؤولية من السابق فصارت الأب والام تتحمل كثيرا من الأعباء وهذا يقضي على الحياة الزوجية لكون الرجل يعتمد على غيره فلا يفكر إلا في نفسه ولا يشعر بفضل لزوجته لأنه لم يجرب الأعباء ومرارتها.
س: ما هي مقومات الزواج الناجح؟
ج :قبل الخوض في الأسس المتكاملة لحياة سعيدة نريد إلقاء الضوء على معادلة "نمط الحب لدى الشريكين" فالعلاقة التوددية قائمة على ثلاث معادلات الأولى الألفة النفسية بمعنى الشعور بالأنس والمودة الداخلية عند الحديث مع الطرف الآخر وعند تذكره والتفكير في مواقفه مما يعني الشعور باللذة والانسجام ، فيما تمثل العاطفة البيولوجية المعدلة الثانية ويعنى بها إحساس الإنسان بغربة إذا عايش الناس بعيدا عن زوجته فهو دائما يلمس إحساسا مختلفا ومتميزا في حياته الزوجية لذلك فهو يفضله على ما سواه ويسعى له. ويمثل الالتزام المعادلة الثالثة وهي تتصل بالجانب الاجتماعي حيث يجب معرفة تاريخ واهتمامات الطرفين وما يحب كل منهما أو يكره والمواقف التي أثرت في حياته مع الوقوف على النقاط التي غيرت من سلوكه وطريقة تفكيره وكذلك أحب الناس إليه والقدوة التي يقتبس منها بالإضافة إلى مواطن القوة والضعف من جهة الإحساس بالنسبة للطرف الثاني ... بهذه الثلاثية تصبح الحياة مهيأة للنجاح ، وأما بالنسبة لمقومات الزواج الناجح فسنجد أنها أربعة يعتمد أولها على الأمن النفسي ويمثل ضوء الحياة ، فالمرأة تحتاج إلى أن تكون رقم واحد في حياة الرجل لتطمئن أنه لا يفكر في سواها كما أن الرجل يحتاج إلى التقدير وإشعاره بالرجولة والقوامة حتى لا ينهزم أمام نفسه، والمقوم الثاني هو الحوار ويمثل الهواء بالنسبة للزواج وللحوار معنيان أحدهما كلام المقال والآخر علامات المقام وهذان العنصران يجب القيام بهما عند الحوار مع الشريك الآخر بالقول الطيب والإشارة المعبرة عن الاحترام والاعتزاز بتلك الحياة الزوجية وهناك دراسة تدلل على ذلك حيث تقول : " لو أن هناك اتصالا يوميا في العمل يساعد ذلك استمرار الزواج 4 شهور فيما لو كان هناك اتصال والزوجة مع الأقارب يساعد ذلك على استمرار الزواج 4 سنوات".
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: “تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
مقدمة :
هل تعلم إن عملية الاختيار تلعب دور الحصان الأسود في تحقيق السعادة الزوجية لكن التشتت والانفصال هما الحصاد المر لسوء الانتقاء ولكن ما رأيك في الحكمة القائلة: "إن تعزيز الزواج أولى من البحث عن تقليل نسب الطلاق" وهل تصدق إن مبدأ "شريك الحياة يكملني" خرافة واهية، وهل تعتقدين إن حديثك مع زوجك قبل ذهابه إلى عمله مباشرة في أمر مهم يؤدي إلى قلقه طوال اليوم، ولكن ما رأيكما في دراسة تؤكد إن الاتصال والزوجة مع الأقارب يديم الزواج لمدة أربع سنوات. ولكن ما هو الزواج المثالي وماذا عن شروطه وأركانه وما هي الحقيقة في قضية الحب قبل الزواج أم بعده.. وهل الزواج يكون بين فردين أم بين عائلتين وبيئتين .. وماذا تعني مسألة الألفة النفسية والعاطفة البيولوجية والالتزام الاجتماعي وكذلك ما هي المفاهيم المختلطة التي تهدد الكيان الأسرى منذ بدايته.. هذه القضايا وغيرها يجيب عنها الدكتور حمود القشعان الاستشاري الأسري بالديوان الأميري الكويتي والأستاذ الأكاديمي في جامعة الكويت .
س :كيف يتم الاختيار الزواجي؟
ج :عملية التفكير في الزواج أمر فطري والاستعداد لإقامة أسرة شيء طبيعي لكن الذي ينبغي أن يكون واضحا في أذهان الأشخاص المقدمين على الزواج هو قضية الاختيار التي تلعب دور الحصان الأسود في تحقيق السعادة الزوجية وهي من الأهمية بمكان حيث أشار إليها النبيe في انتقاء الأصحاب حيث قال: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" وإذا كان هذا في باب الرفقاء الذين يعيش المرء معهم بعض الوقت فهو في باب اختيار الطرف الآخر أولى ومن هنا وجب التوقف والانتباه عند عملية البحث عن شريك الحياة بدلا من الندم والحسرة بعد الزواج حيث التشتت والانفصال أو الاستمرار مع البعض وهذا هو الحصاد المر لسوء الاختيار الذي أظهرته إحصائية ناتجة عن استبيان مفادة أن 88% يستعدون فقط لمظاهر ليلة الزفاف في حين يهتم 12% بمرحلة ما بعد الزفاف من حياة هادئة معتمدين في ذلك على حسن الاختيار لان تعزيز الزواج بالانتقاء الصحيح أولى من البحث عن تقليل نسب الطلاق ، وعملية الاختيار الزواجي واحدة من ثلاث نظريات الأولى منها هي تكامل الحاجات بمعنى أن الإنسان يبحث عن شريك يكمل نقصا لديه وهذا ما أكدته دراسة أن أبناء الأغنياء يبحثون عن الفتاة الجميلة والعكس وهذا النوع عرضة للمشاكل الزوجية والانفصال ولو بعد حين ، أما النظرية الثانية فهي التجانس حيث التقارب في النمط السلوكي والفكري والحياتي ولذلك من الخطأ الاعتقاد أن الزواج بين فردين ولكنه بين عائلتين وبيئتين وبالتالي التجانس واجب بينهما وهذه النظرية هي المطبقة في دول الخليج وتأتي نظرية الاختيار اللاشعوري لتكمل الثلاثية وتظهر هذه النظرية في التعامل بين الطرفين بعد الزواج والاهم تصحيحها حيث يتأثر كل منهما بمكنونه اللاشعوري وهنا نرسي قاعدة مفادها أن الزواج الصحيح هو الذي تتساوى فيه الضغوط الداخلية والخارجية حيث تحكمه العاطفة ويوجهه العقل بمباركة الأسرة وخلاف ذلك فهو زواج مريض ولو استمر إلى ابد الدهر .
س :هناك جملة من المفاهيم المختلفة والتي تهدد الكيان الأسري منذ بدايته ..هل لك أن تلقي الضوء عليها مع بيان الأولى والأصح فيها ؟
ج: أخطر ما يواجه الحياة الزوجية هي مسالة المفاهيم فهي بمثابة حجر الزاوية الذي ينبني عليه نجاح أو فشل الزواج وتأتي الصعوبة في هذه النقطة من اختلاف الناس حولها كل حسب تجربته الشخصية حيث يعتقد كل إنسان أن ما قام به في عملية الزواج هو الصحيح رغم أخطائه مما يولد نوعا من الصدمة عند الفشل ولذلك من الواجب الوقوف عند تلك الأفكار والتعامل معها بعلمية ومنهجية لتوضيح الغث والثمين منها ومن هذه المفاهيم اختلاف الناس حول " هل الحب قبل الزواج أم بعده " والصحيح أنه بعد الزواج ودليل ذلك أن هناك أبحاثا ودراسات سويسرية تحارب العلاقة والحب قبل الزواج لإثباتها ان تلك العلاقة تقوم على العاطفة واللعب بالمشاعر ، أما الفكرة التي تليها فهي " شبح إحصاءات الفشل " فبعض الناس يرون أن الكلام عن الطلاق فيه مدعاة للانتباه وتحذير للأزواج من انهيار الحياة الزوجية والبعض الآخر خلاف ذلك والصحيح التقليل من الكلام عن الطلاق انطلاقا من القاعدة التي تقول " كثرة المساس تميت الإحساس " حتى ان بعض الأزواج يطلقون زوجاتهم لأدنى خلاف من منطلق ان المجتمع معظمه مطلق ومن هنا تظهر خطورة كثرة القول بان ظاهرة الطلاق بالمجتمع الخليجي بدأت تنمو وتنتشر بشكل خطير، والخرافة التي تلي ذلك ويجب أن نصححها هي الاعتقاد أن " شريك الحياة يكملني " لان الإنسان إذا لم يكن سعيدا من داخله فلن يسعده الزواج وهذا ما تجسده المقولة الإنجليزية " اضحك تضحك معك الدنيا .. ابك تبك بمفردك" ، أيضا فهم البعض أن تعليم المرأة مؤثر سلبي في زيادة المشاكل الأسرية ، والحقيقة انه كلما تعلم الزوجان ازداد استقرارهما أيضا يتصل بهذا المفهوم القول بأن عمل المرأة له تأثير عكسي على مدى التماسك الأسري والحقيقة أن هذا الأمر نسبي يتعلق بطبيعة عمل المرأة وقدرتها على الموازنة والتوفيق بين رغبات البيت والعمل فإذا نجحت في ذلك دون إفراط أو تفريط جاز لها الاستمرار وإذا أخلت بحقوق المنزل وجب عليها التوقف عن العمل ، كذلك من المفاهيم الواجب تصحيحها الجزم بأن إنجاب الأولاد هو العنصر الأساسي لاستمرار الزواج والصواب أن الأطفال يؤخرون الطلاق فقط وهذا ما أكدته الدراسة التي تمت على 230زوجا وزوجة .
س :السكن والتعدد مع توزيع الأدوار والحوار .. رباعية الخلل الأسرى ... لماذا ؟
ج :لأن بعض الأزواج يلجأون إلى هذه النقاط ليعلقون فشلهم عليها ويجدون متكأ يبررون به سقوطهم فمثلا الزوجة ترى أن السكن مع أهل الزوج كان السبب الأساسي في المشاكل والخلافات بسبب التدخل الواضح من الأهل ولكن هذا غير صحيح لأن التدخل لا يرتبط بالمكان الجغرافي فمن الممكن أن يتم عبر الهاتف أو خارج المنزل أو حتى بالنظرة العابرة، وإذا تجاوزنا هذه المسألة إلى التعدد- تعدد الزوجات- فسنجد انه مبدأ إسلامي صحيح ولكن بشروطه فلا يصح القدوم على الارتباط بالثانية لتأديب الأولى. أما فيما يتعلق بتوزيع الأدوار فيكون سببا في الخلل الأسري بعدما أصبحت المرأة الخليجية اكثر مسؤولية من السابق فصارت الأب والام تتحمل كثيرا من الأعباء وهذا يقضي على الحياة الزوجية لكون الرجل يعتمد على غيره فلا يفكر إلا في نفسه ولا يشعر بفضل لزوجته لأنه لم يجرب الأعباء ومرارتها.
س: ما هي مقومات الزواج الناجح؟
ج :قبل الخوض في الأسس المتكاملة لحياة سعيدة نريد إلقاء الضوء على معادلة "نمط الحب لدى الشريكين" فالعلاقة التوددية قائمة على ثلاث معادلات الأولى الألفة النفسية بمعنى الشعور بالأنس والمودة الداخلية عند الحديث مع الطرف الآخر وعند تذكره والتفكير في مواقفه مما يعني الشعور باللذة والانسجام ، فيما تمثل العاطفة البيولوجية المعدلة الثانية ويعنى بها إحساس الإنسان بغربة إذا عايش الناس بعيدا عن زوجته فهو دائما يلمس إحساسا مختلفا ومتميزا في حياته الزوجية لذلك فهو يفضله على ما سواه ويسعى له. ويمثل الالتزام المعادلة الثالثة وهي تتصل بالجانب الاجتماعي حيث يجب معرفة تاريخ واهتمامات الطرفين وما يحب كل منهما أو يكره والمواقف التي أثرت في حياته مع الوقوف على النقاط التي غيرت من سلوكه وطريقة تفكيره وكذلك أحب الناس إليه والقدوة التي يقتبس منها بالإضافة إلى مواطن القوة والضعف من جهة الإحساس بالنسبة للطرف الثاني ... بهذه الثلاثية تصبح الحياة مهيأة للنجاح ، وأما بالنسبة لمقومات الزواج الناجح فسنجد أنها أربعة يعتمد أولها على الأمن النفسي ويمثل ضوء الحياة ، فالمرأة تحتاج إلى أن تكون رقم واحد في حياة الرجل لتطمئن أنه لا يفكر في سواها كما أن الرجل يحتاج إلى التقدير وإشعاره بالرجولة والقوامة حتى لا ينهزم أمام نفسه، والمقوم الثاني هو الحوار ويمثل الهواء بالنسبة للزواج وللحوار معنيان أحدهما كلام المقال والآخر علامات المقام وهذان العنصران يجب القيام بهما عند الحوار مع الشريك الآخر بالقول الطيب والإشارة المعبرة عن الاحترام والاعتزاز بتلك الحياة الزوجية وهناك دراسة تدلل على ذلك حيث تقول : " لو أن هناك اتصالا يوميا في العمل يساعد ذلك استمرار الزواج 4 شهور فيما لو كان هناك اتصال والزوجة مع الأقارب يساعد ذلك على استمرار الزواج 4 سنوات".
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: “تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
رد: كيف تختار زوجتك؟
الزوجة المثالية
ويتناول الحديث أربعة مطالب وهى:
الدين، المال، الحسب، الجمال، فالدين هو أهم المطالب التي ينبغي على راغب الزواج أن يجعله نصب عينيه، فيتخير الزوجة الصالحة ذات الدين فهي التي تعينه على دينه ودنياه وآخرته، وتصون شرفها وعفافها، وتحفظ على زوجها كرامته، فيأمن معها ويسكن إليها، وتشرق بينهما المودة والرحمة، لذا نهى الإسلام عن أن تكون مطالب الحسن أو المال مقصودة لذاتها، فإن الزوج لا يأمن معها غائلة الفتنة، فقد يهلك المرأة حسنها وقد يطغيها مالها، روى ابن ماجة بسنده عن عبد الله بن عمرو: “لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأَمة سوداء ذات دين أفضل”.
وكما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الزواج لأجل الجمال أو المال، دون مراعاة الدين، فقد رغب في الزواج من المرأة الصالحة المتدينة الجميلة الأمينة ورسم الصورة المشرفة للزوجة المثالية في المجتمع الإسلامي، فقال صلى الله عليه وسلم: “خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا أقسمت عليها أبرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك”.
وإذ تحقق مطلب الدين في المرأة كما يقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنّة النبوية بجامعة الأزهر فلا مانع أن يجتمع معه المال أو غيره من الجمال والحسب، أما مراعاة المال وحده دون الدين فهذا ما نهى عنه الإسلام، وحذرت منه الأحاديث السابقة، وكذلك الحال بالنسبة للحسب أو الجمال.
فلا ينبغي أن يكون المال وجهة المسلم التي يقصدها من وراء الزواج، ويجب على المسلم أن يسمو بالزواج وحكمته بعيدا عن المادة، وأما طلب الزيادة فداخل في قوله تعالى: “ولا تمنن تستكثر” أي تعطي لتطلب أكثر، وتحت قوله تعالى: “وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس”، فإن الربا هو الزيادة، وهذا طلب زيادة على الجملة، وإن لم يكن في الأموال الربوية، فكل ذلك مكروه وبدعة في النكاح، يشبه التجارة والقمار ويفسد مقاصد النكاح.
الحسب والجمال
وتنكح المرأة كذلك لحسبها، ويطلق الحسب في الأصل على الشرف بالآباء وبالأقارب، فهو مأخوذ من الحساب، لأنهم كانوا إذا تفاخروا عدوا ما لهم من مناقب ومآثر وما لآبائهم وأجدادهم وقومهم وحسبوا ذلك كله، ويكون الحكم لمن زاد على غيره، وقيل إن المراد بالحسب في الحديث هو الفعال الحسنة.
وقيل: المال وهو مردود، لذكر المال قبل ذلك، ولأنه عطف عليه الحسب والعطف يقتضي المغايرة، وروي من حديث بريدة: “إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه المال”، وهذا على معنى أن المال حسب من ليس له حسب، ومن ذلك أيضا حديث سمرة: “الحسب المال، الكرم، التقوى”، وقد تمسك بهذا الحديث من اعتبر الكفاءة بالمال، وهناك احتمال آخر هو أن من شأن أهل الدنيا رفعة من كان كثير المال ولو كان وضيعا.
وقال أحد العلماء: الحسب العقل الجميل للرجل وآبائه، واشترط الإمام الغزالي الزوجة نسيبة أعني أن تكون من أهل بيت الدين والصلاح، فإنها ستربي بناتها وبنيها، فإذا لم تكن مؤدبة لم تحسن التأديب والتربية.
وتنكح المرأة كذلك “لجمالها” ولكن إذا تعارض الجمال مع الدين فلا خير فيه، ويتبع جمال المنظر جمال الخلق، هذا وفي الجمال عفة الزوج عن أن يمد عينيه إلى ما حرم الله، وانشراح لصدره وسرور في حياته، فخير النساء من إذا نظرت إليها سرتك.
ولئن قدمنا في أول المطالب أن الإسلام يحث على الزواج من ذات الدين، وألا يكون الجمال مقصود المتزوج فحسب، إنما هو تصوير للزواج المثالي في الإسلام، وتطهير له مما يتعلق به من رغبات الجمال فقط مع عدم الدين، فهذا ما نهى عنه الإسلام وحذر منه، أما الجمال مع الدين فهو المطلوب.
واقتصر الحديث على ذكر هذه الأمور الأربعة دون غيرها، كأن تكون الزوجة بكرا أو ولودا أو ذكية، لأن هذه الأمور التي ذكرت هي التي اعتاد كثير من الناس اعتبارها في الزواج، وطمعوا في تحقيقها وتقديمها على غيرها، كما جرت عادتهم بقصد هذه الخصال الأربع وتأخير الدين، فبين لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينبغي أن يظفروا به في قوله: “فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
وقيل: معناه ضعف عقلك، وقيل افتقرت من العلم، وقيل فيه شرط، أي وقع لك ذلك إن لم تفعل، فالفاء واقعة في جواب شرط مقدر، أي إذا تبين ذلك فاظفر بذات الدين تربت يداك، أي افتقرت إن لم تنشد ذات الدين.
صدر في سلطنة عمان كتاب بعنوان كيف تختار زوجة تسعدك ؟ لمؤلفه نور الدين بن أحمد خير الناس متضمنا العديد من المواضيع في الحياة الزوجية .
وجاء الكتاب مبينا أهم الضوابط التي تبنى عليها الحياة الزوجية في بدايته تناول الكاتب علاقة الرجل بالمرأة يقول: بمجيء الإسلام استطاعت المرأة أن تتنفس الصعداء ، وتتبوأ المكانة اللائقة بها ، فنالت كل خير، وبعدت عن كل شر، والمرأة مكملة للرجل، وهي آية من آيات الله !خلقها المولى جلت قدرته لتكون زوجة لا خادما خلقها، ليسكن إليها الرجل ، فيجد فيها الأنس والسعادة والهناء، وجعل الله تعالى بعضهم من بعض علة لسكون بعضهم إلى بعض قال الله عزت قدرته [ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون ] سورة الروم 41 ويقول الله سبحانه وتعالى [ هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ] سورة البقرة 187 وعندما يتزوج الرجل والمرأة يصيران جسداً واحداً ، وروحا ، ويصون الواحد عرض الآخر ويحافظ على ماله ونفسه وأسراره، يقول سيد قطب : اللباس ساتر وواق 00 وكذلك هذه الصلة بين الزوجين تستر كلا منهما وتقيه يقول الله سبحانه وتعالى [زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعم والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن الثواب ] سورة آل عمران 14 .
كما تناول الكاتب الزواج الإسلامي والخطبة في الإسلام موضحا ما جاء به الله سبحانه وتعالى والسنة النبوية من الآداب والأحكام في الزواج والخطبة .
وتحت عنوان العوامل المساعدة على الاختيار السليم بين الكاتب هذه العوامل يقول: أيها الشاب الأجدر بك أن تبحث عن جنتك التي ستتفيأ ظلالها مستقبلا بحول الله، وتبتعد عن المرأة السوء التي قد تكويك بلهيب نارها إن اخترتها لا قدر الله ومن العوامل المساعدة على الاختيار الحسن :عدم التسرع : لابد للشاب المقبل على الزواج من التريث وعدم التسرع في اختيار شريك حياته ، لأن التسرع في اختيار شريك الحياة يؤدي إلى مشكلات عدة ، وكذلك الحال بالنسبة للفتاة. و طلب المشورة : من خلق المؤمن أنه يستشير الناس في كل أمر ذي بال ، وأمر اختيار الزوجة ليس بالأمر الهين ، ولا بالجولة العارضة، والزواج المشروع حياة ومستقبل أفراد، والخطأ فيه قد يؤدي إلى التعاسة لا قدر الله ومن الحزم على ذي لب ألا يبرم أمراً ، ولا يمضي عزما، إلا مشورة صاحب الرأي الناصح ومحادثة صاحب العقل الراجح وقال الله [ وأمرهم شورى بينهم ] سورة الشورى 38 وأمر الشورى نبيه الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم وهو الرسول عليه السلام أكثر الناس استشارة لأصحابه ، وعليه ينزل الوحي ، وكان بالإمكان أن يكتفي بما يوحي إليه ، ومشاورته لأصحابه فيها فضل كبير ، وألفة للقلوب وهدي رشيد، وقال عمر بن الخطاب : الرجال ثلاثة : رجل ترد إليه الأمور فيسدها برأيه، ورجل يشاور فيما أشكل عليه وينزل حيث يأمره أهل الرأي ، ورجل حائر بائر، لا يأتمر رشدا، ولا يطيع مرشدا .
فبعد المشورة لا يكون الندم ولا تكون الملامة بإذن الله تعالى ولا يستشار إلا من أتصف بكمال في العقل ، وسعة في التجربة ،وتقوى في الدين، وسلامة في الصدر من الحسد، وسلامة من الإغراض الدنيئة والأهواء المردية 0
و طلب الخيرة : بعد المشورة تأتي الاستخارة، والمؤمن الحق هو الذي يستخير المولى عزوجل في كل أحواله ، لا سيما في أمر مصيري كالزواج .
فعندما تكون على دارية تامة بجميع أحوال الفتاة التي تود الارتباط بها، وبعد أن تتجمع لديك صفاتها وأقوالها وأفعالها ولم تدر : هل الإقدام عليها خير لك لدنياك وعاقبة أمرك أم لا ؟ في هذه الحالة التجئ إلى الله وأطلب منه التسديد والمدد والتوفيق، والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا الصيغة التي نعرض بها الأمر أمام الله ، وتسمى بصلاة الاستخارة ، وهي أن تصلي ركعتين ثم تقرأ الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولا يستلزم بعد ذلك رؤية تراها ، أو علامة تعانيها، وسيلهمك الله عزوجل إلى ما فيه خيرك في الدنيا والآخرة بحول الله وقد تجد في قلبك قبولا وانشراحا نحو هذه الفتاة ، ويستمر ذلك عندك ، وعندما يكون الرفض والانقباض، ويستمر ذلك عندك، والله أدرى بمصلحتك ، والخير فيما أختاره الله لك لا فيما تختاره لنفسك. و عدم التردد: وبعد المشورة والاستخارة فإن وجدت ميلا وانشراحا قلبيا إلى تلك الفتاة، فامض على بركة الله ولا تتردد والاستعداد الحقيقي للزواج. و معرفة أماني وطموحات الخطيبة: والفتاة تشعر بالضعف مهما تعلمت وتثقفت ، وتمتعت بشخصية جذابة، ولباقة في الحديث، ووفرة في الأخلاق، وقوة في الإيمان، فهي بحاجة إلى يد حانية تساندها، وتدفع عنها الأخطار، وترغب في شريك ذي صفات معينة متميزة .. وتهتم الفتاة بالدين والأخلاق والفضيلة، كما تهتم بوسامة الرجل ، ولباقته ، وطريقة كلامه وقوة جسده، وأسلوبه في الحوار، وكيفية معالجة للقضايا، وتناوله للأمور، ومرحه، وخصوبة مشاعره، وعلاقته بالناس .
ومن أسس ومطالب اختيار الزوجة : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : تنكح المرأة لأربع : لمالها وحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك . وما يلفت انتباه الشاب في الفتاة :الجمال : إن جمال المرأة من زينة الحياة الدنيا ، ومن عوامل سرور القلب، ومن دعائم العفة والطهر، ومن أسرع الوسائل التي تستهوي الخطاب .
و جمال الفعل: يكون خفياً ويتمثل في جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة ، وهو محل نظر الله جل جلاله ، إذ من الجمال شيء معنوي لا علاقة له بالظاهر .
و جمال الأخلاق : أن تكون الفتاة تتميز بالسماحة في المعاملة ، والشكر عند النعماء ، والصبر عند البلاء ، وتتميز بالعقل الحصيف ، والقلب الكبير ، وسعة الصدر ، والترفع عن سفاسف الأمور ، وتراقب الله في السر والعلن ن وتتمتع بالكياسة واللباقة وعلو الهمة، وتستطيع بحسها المرهف، وذكائها الوقاد أن تنقذ إلى أعماق وجدان الرجل، فتحظى بالقبول عند الصغار والكبار. و جمال الظاهر. و البكارة والثيوبة والإنجاب .
و العقل والثقافة وتدبير شؤون البيت : أن النضج الفكري له الأثر الكبير في تدبير البيت جيداً ، فالذكاء ورجاحة العقل وسعة الثقافة من الأمور التي تجذبك إلى فتاة أحلامك ، ومنى خاطرك .
و مطالب تطغى على مجالس الشباب .
كما أختتم الكاتب كتابه بصمامات الأمان على حد تعبيره فقال : أن الاختيار الخاطئ له عواقب خطيرة على الفرد والأسرة والمجتمع ، ويسبب مشاكل اجتماعية عدة ، فيكون الفراق ويكون القلق والضجر والسام الحياة النكدة ، وتتفشى في المجتمع ظاهرة الطلاق ، وتكثر العوانس ، ويشرد الأبناء ، وتظهر الانحرافات والأمراض العضوية والنفسية ، ويضعف المجتمع ، ويتربص به الأعداء .والاختيار الخاطئ يسبب في تعثر الزواج وتقلبه في المشاكل ، كما يتسبب في شقاوة الأولاد ، وتعاستهم .أما إذا كان الاختيار مبنيا على أسس سليمة ، وخطوات مدروسة ، فإن الأخطاء تقل ، ونسبة النجاح تزداد ، ويسعد الأزواج والأصهار والأقارب والمجتمع ، ويعيش الأبناء حياة مستقرة ملؤها السعادة والهناء ، ويقوى المجتمع ، وينتصر على الأعداء .
ومن أجل نجاح الزيجات ، لأبد من اختيار سليم ، ولأجل سلامة هذا الاختيار ، والتقليل من المفاجآت السيئة والإحباط النفسي عليك أيه الشاب :
تقوى الله عز وجل : لكي تكون أهلا للاختيار السليم ينبغي أن توجد فيك سمات الرجل الصالح الذي يتقي الله حق تقاته ، ويتصف بالأخلاق الحميدة ، كي يستطيع معاشرة زوجك بالمعروف ،مصداقا لقوله جل جلاله[ وعاشروهن بالمعروف ] سورة النساء 19
والصلاح والتقوى هما المحور الأساس لحياة هنيئة مستقرة ، وحسن الخلق والعمل الصالح والسلوك الطيب شجرة راسخة ، أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن الله .
والفحص الطبي :وكم يكون جميلا لو أن المجتمعات الإسلامية شجعت بجد وإخلاص الزواج بين أفراد عشائرها وأسرها وقبائلها وتصير الروابط أقوى ، وينشأ عن ذلك نشء سليم من الأمراض ، يستطيع تحمل الأعباء ومقارعة الخطوب .
وكم يكون جميلاً لو أن الناس اقتنعوا بضرورة الفحص قبل الزواج لتفادي كثير من الأمراض والويلات 0
ومعرفة كل طرف حقيقة الطرف الآخر: أن مشروع الزواج ليس بالأمر الهين ، ولا الرجولة العارضة ، وإنما هو مشروع حياة ، مشروع تتوقف عليه سعادتك أو تعاستك لا قدر الله ، لذا ينبغي عليك أن تدرسه دراسة جيدة ، وأن تستقصي جوانبه قدر استطاعتك ، كي تقدم عليه وأنت على بينة من أمرك ، واعياً ما تريد ، مؤمنا بما تختار ، متفهماً لوضعك ، متجاوبا مع فتاة أحلامك ، مشاركاً لها في أمالها وآلامها ، مطلعا على عقلها وذوقها وملامح شخصيتها .
تعاون المجتمع في أخذ بيد الشباب والفتيات ، كي يتسنى لهم الاختيار السليم وهذا الكلام يوجه إلى جميع أفراد المجتمع كل حسب استطاعته وقدرته واختصاصه ، ولعل العقبة الكأداء التي تعاني منها كثير من المجتمعات الإسلامية هي قضية غلاء المهور ، فينبغي التقليل منها قدر الأماكن، أو تحديد إذا لزم الأمر، كي يتسنى للشاب أن يصل إلى هدفه المنشود من أقرب طريق، ويحصن نفسه والمجتمع . وإن كثيرا من الشباب قد أعرض عن الزواج بسبب المهور الغالية ، والنفقات الباهظة ، التي يفرضها عليهم المجتمع، ولأبد للعقلاء من جلسات متعددة ، وخطوات عملية، ونقاش بناء، وصدق مع النفس ،للأخذ بأيديهم إلى شاطئ الأمان، وتجنيب المجتمع المخاطر المحدقة به
ويتناول الحديث أربعة مطالب وهى:
الدين، المال، الحسب، الجمال، فالدين هو أهم المطالب التي ينبغي على راغب الزواج أن يجعله نصب عينيه، فيتخير الزوجة الصالحة ذات الدين فهي التي تعينه على دينه ودنياه وآخرته، وتصون شرفها وعفافها، وتحفظ على زوجها كرامته، فيأمن معها ويسكن إليها، وتشرق بينهما المودة والرحمة، لذا نهى الإسلام عن أن تكون مطالب الحسن أو المال مقصودة لذاتها، فإن الزوج لا يأمن معها غائلة الفتنة، فقد يهلك المرأة حسنها وقد يطغيها مالها، روى ابن ماجة بسنده عن عبد الله بن عمرو: “لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأَمة سوداء ذات دين أفضل”.
وكما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الزواج لأجل الجمال أو المال، دون مراعاة الدين، فقد رغب في الزواج من المرأة الصالحة المتدينة الجميلة الأمينة ورسم الصورة المشرفة للزوجة المثالية في المجتمع الإسلامي، فقال صلى الله عليه وسلم: “خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا أقسمت عليها أبرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك”.
وإذ تحقق مطلب الدين في المرأة كما يقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنّة النبوية بجامعة الأزهر فلا مانع أن يجتمع معه المال أو غيره من الجمال والحسب، أما مراعاة المال وحده دون الدين فهذا ما نهى عنه الإسلام، وحذرت منه الأحاديث السابقة، وكذلك الحال بالنسبة للحسب أو الجمال.
فلا ينبغي أن يكون المال وجهة المسلم التي يقصدها من وراء الزواج، ويجب على المسلم أن يسمو بالزواج وحكمته بعيدا عن المادة، وأما طلب الزيادة فداخل في قوله تعالى: “ولا تمنن تستكثر” أي تعطي لتطلب أكثر، وتحت قوله تعالى: “وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس”، فإن الربا هو الزيادة، وهذا طلب زيادة على الجملة، وإن لم يكن في الأموال الربوية، فكل ذلك مكروه وبدعة في النكاح، يشبه التجارة والقمار ويفسد مقاصد النكاح.
الحسب والجمال
وتنكح المرأة كذلك لحسبها، ويطلق الحسب في الأصل على الشرف بالآباء وبالأقارب، فهو مأخوذ من الحساب، لأنهم كانوا إذا تفاخروا عدوا ما لهم من مناقب ومآثر وما لآبائهم وأجدادهم وقومهم وحسبوا ذلك كله، ويكون الحكم لمن زاد على غيره، وقيل إن المراد بالحسب في الحديث هو الفعال الحسنة.
وقيل: المال وهو مردود، لذكر المال قبل ذلك، ولأنه عطف عليه الحسب والعطف يقتضي المغايرة، وروي من حديث بريدة: “إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه المال”، وهذا على معنى أن المال حسب من ليس له حسب، ومن ذلك أيضا حديث سمرة: “الحسب المال، الكرم، التقوى”، وقد تمسك بهذا الحديث من اعتبر الكفاءة بالمال، وهناك احتمال آخر هو أن من شأن أهل الدنيا رفعة من كان كثير المال ولو كان وضيعا.
وقال أحد العلماء: الحسب العقل الجميل للرجل وآبائه، واشترط الإمام الغزالي الزوجة نسيبة أعني أن تكون من أهل بيت الدين والصلاح، فإنها ستربي بناتها وبنيها، فإذا لم تكن مؤدبة لم تحسن التأديب والتربية.
وتنكح المرأة كذلك “لجمالها” ولكن إذا تعارض الجمال مع الدين فلا خير فيه، ويتبع جمال المنظر جمال الخلق، هذا وفي الجمال عفة الزوج عن أن يمد عينيه إلى ما حرم الله، وانشراح لصدره وسرور في حياته، فخير النساء من إذا نظرت إليها سرتك.
ولئن قدمنا في أول المطالب أن الإسلام يحث على الزواج من ذات الدين، وألا يكون الجمال مقصود المتزوج فحسب، إنما هو تصوير للزواج المثالي في الإسلام، وتطهير له مما يتعلق به من رغبات الجمال فقط مع عدم الدين، فهذا ما نهى عنه الإسلام وحذر منه، أما الجمال مع الدين فهو المطلوب.
واقتصر الحديث على ذكر هذه الأمور الأربعة دون غيرها، كأن تكون الزوجة بكرا أو ولودا أو ذكية، لأن هذه الأمور التي ذكرت هي التي اعتاد كثير من الناس اعتبارها في الزواج، وطمعوا في تحقيقها وتقديمها على غيرها، كما جرت عادتهم بقصد هذه الخصال الأربع وتأخير الدين، فبين لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينبغي أن يظفروا به في قوله: “فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
وقيل: معناه ضعف عقلك، وقيل افتقرت من العلم، وقيل فيه شرط، أي وقع لك ذلك إن لم تفعل، فالفاء واقعة في جواب شرط مقدر، أي إذا تبين ذلك فاظفر بذات الدين تربت يداك، أي افتقرت إن لم تنشد ذات الدين.
صدر في سلطنة عمان كتاب بعنوان كيف تختار زوجة تسعدك ؟ لمؤلفه نور الدين بن أحمد خير الناس متضمنا العديد من المواضيع في الحياة الزوجية .
وجاء الكتاب مبينا أهم الضوابط التي تبنى عليها الحياة الزوجية في بدايته تناول الكاتب علاقة الرجل بالمرأة يقول: بمجيء الإسلام استطاعت المرأة أن تتنفس الصعداء ، وتتبوأ المكانة اللائقة بها ، فنالت كل خير، وبعدت عن كل شر، والمرأة مكملة للرجل، وهي آية من آيات الله !خلقها المولى جلت قدرته لتكون زوجة لا خادما خلقها، ليسكن إليها الرجل ، فيجد فيها الأنس والسعادة والهناء، وجعل الله تعالى بعضهم من بعض علة لسكون بعضهم إلى بعض قال الله عزت قدرته [ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون ] سورة الروم 41 ويقول الله سبحانه وتعالى [ هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ] سورة البقرة 187 وعندما يتزوج الرجل والمرأة يصيران جسداً واحداً ، وروحا ، ويصون الواحد عرض الآخر ويحافظ على ماله ونفسه وأسراره، يقول سيد قطب : اللباس ساتر وواق 00 وكذلك هذه الصلة بين الزوجين تستر كلا منهما وتقيه يقول الله سبحانه وتعالى [زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعم والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن الثواب ] سورة آل عمران 14 .
كما تناول الكاتب الزواج الإسلامي والخطبة في الإسلام موضحا ما جاء به الله سبحانه وتعالى والسنة النبوية من الآداب والأحكام في الزواج والخطبة .
وتحت عنوان العوامل المساعدة على الاختيار السليم بين الكاتب هذه العوامل يقول: أيها الشاب الأجدر بك أن تبحث عن جنتك التي ستتفيأ ظلالها مستقبلا بحول الله، وتبتعد عن المرأة السوء التي قد تكويك بلهيب نارها إن اخترتها لا قدر الله ومن العوامل المساعدة على الاختيار الحسن :عدم التسرع : لابد للشاب المقبل على الزواج من التريث وعدم التسرع في اختيار شريك حياته ، لأن التسرع في اختيار شريك الحياة يؤدي إلى مشكلات عدة ، وكذلك الحال بالنسبة للفتاة. و طلب المشورة : من خلق المؤمن أنه يستشير الناس في كل أمر ذي بال ، وأمر اختيار الزوجة ليس بالأمر الهين ، ولا بالجولة العارضة، والزواج المشروع حياة ومستقبل أفراد، والخطأ فيه قد يؤدي إلى التعاسة لا قدر الله ومن الحزم على ذي لب ألا يبرم أمراً ، ولا يمضي عزما، إلا مشورة صاحب الرأي الناصح ومحادثة صاحب العقل الراجح وقال الله [ وأمرهم شورى بينهم ] سورة الشورى 38 وأمر الشورى نبيه الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم وهو الرسول عليه السلام أكثر الناس استشارة لأصحابه ، وعليه ينزل الوحي ، وكان بالإمكان أن يكتفي بما يوحي إليه ، ومشاورته لأصحابه فيها فضل كبير ، وألفة للقلوب وهدي رشيد، وقال عمر بن الخطاب : الرجال ثلاثة : رجل ترد إليه الأمور فيسدها برأيه، ورجل يشاور فيما أشكل عليه وينزل حيث يأمره أهل الرأي ، ورجل حائر بائر، لا يأتمر رشدا، ولا يطيع مرشدا .
فبعد المشورة لا يكون الندم ولا تكون الملامة بإذن الله تعالى ولا يستشار إلا من أتصف بكمال في العقل ، وسعة في التجربة ،وتقوى في الدين، وسلامة في الصدر من الحسد، وسلامة من الإغراض الدنيئة والأهواء المردية 0
و طلب الخيرة : بعد المشورة تأتي الاستخارة، والمؤمن الحق هو الذي يستخير المولى عزوجل في كل أحواله ، لا سيما في أمر مصيري كالزواج .
فعندما تكون على دارية تامة بجميع أحوال الفتاة التي تود الارتباط بها، وبعد أن تتجمع لديك صفاتها وأقوالها وأفعالها ولم تدر : هل الإقدام عليها خير لك لدنياك وعاقبة أمرك أم لا ؟ في هذه الحالة التجئ إلى الله وأطلب منه التسديد والمدد والتوفيق، والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا الصيغة التي نعرض بها الأمر أمام الله ، وتسمى بصلاة الاستخارة ، وهي أن تصلي ركعتين ثم تقرأ الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولا يستلزم بعد ذلك رؤية تراها ، أو علامة تعانيها، وسيلهمك الله عزوجل إلى ما فيه خيرك في الدنيا والآخرة بحول الله وقد تجد في قلبك قبولا وانشراحا نحو هذه الفتاة ، ويستمر ذلك عندك ، وعندما يكون الرفض والانقباض، ويستمر ذلك عندك، والله أدرى بمصلحتك ، والخير فيما أختاره الله لك لا فيما تختاره لنفسك. و عدم التردد: وبعد المشورة والاستخارة فإن وجدت ميلا وانشراحا قلبيا إلى تلك الفتاة، فامض على بركة الله ولا تتردد والاستعداد الحقيقي للزواج. و معرفة أماني وطموحات الخطيبة: والفتاة تشعر بالضعف مهما تعلمت وتثقفت ، وتمتعت بشخصية جذابة، ولباقة في الحديث، ووفرة في الأخلاق، وقوة في الإيمان، فهي بحاجة إلى يد حانية تساندها، وتدفع عنها الأخطار، وترغب في شريك ذي صفات معينة متميزة .. وتهتم الفتاة بالدين والأخلاق والفضيلة، كما تهتم بوسامة الرجل ، ولباقته ، وطريقة كلامه وقوة جسده، وأسلوبه في الحوار، وكيفية معالجة للقضايا، وتناوله للأمور، ومرحه، وخصوبة مشاعره، وعلاقته بالناس .
ومن أسس ومطالب اختيار الزوجة : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : تنكح المرأة لأربع : لمالها وحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك . وما يلفت انتباه الشاب في الفتاة :الجمال : إن جمال المرأة من زينة الحياة الدنيا ، ومن عوامل سرور القلب، ومن دعائم العفة والطهر، ومن أسرع الوسائل التي تستهوي الخطاب .
و جمال الفعل: يكون خفياً ويتمثل في جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة ، وهو محل نظر الله جل جلاله ، إذ من الجمال شيء معنوي لا علاقة له بالظاهر .
و جمال الأخلاق : أن تكون الفتاة تتميز بالسماحة في المعاملة ، والشكر عند النعماء ، والصبر عند البلاء ، وتتميز بالعقل الحصيف ، والقلب الكبير ، وسعة الصدر ، والترفع عن سفاسف الأمور ، وتراقب الله في السر والعلن ن وتتمتع بالكياسة واللباقة وعلو الهمة، وتستطيع بحسها المرهف، وذكائها الوقاد أن تنقذ إلى أعماق وجدان الرجل، فتحظى بالقبول عند الصغار والكبار. و جمال الظاهر. و البكارة والثيوبة والإنجاب .
و العقل والثقافة وتدبير شؤون البيت : أن النضج الفكري له الأثر الكبير في تدبير البيت جيداً ، فالذكاء ورجاحة العقل وسعة الثقافة من الأمور التي تجذبك إلى فتاة أحلامك ، ومنى خاطرك .
و مطالب تطغى على مجالس الشباب .
كما أختتم الكاتب كتابه بصمامات الأمان على حد تعبيره فقال : أن الاختيار الخاطئ له عواقب خطيرة على الفرد والأسرة والمجتمع ، ويسبب مشاكل اجتماعية عدة ، فيكون الفراق ويكون القلق والضجر والسام الحياة النكدة ، وتتفشى في المجتمع ظاهرة الطلاق ، وتكثر العوانس ، ويشرد الأبناء ، وتظهر الانحرافات والأمراض العضوية والنفسية ، ويضعف المجتمع ، ويتربص به الأعداء .والاختيار الخاطئ يسبب في تعثر الزواج وتقلبه في المشاكل ، كما يتسبب في شقاوة الأولاد ، وتعاستهم .أما إذا كان الاختيار مبنيا على أسس سليمة ، وخطوات مدروسة ، فإن الأخطاء تقل ، ونسبة النجاح تزداد ، ويسعد الأزواج والأصهار والأقارب والمجتمع ، ويعيش الأبناء حياة مستقرة ملؤها السعادة والهناء ، ويقوى المجتمع ، وينتصر على الأعداء .
ومن أجل نجاح الزيجات ، لأبد من اختيار سليم ، ولأجل سلامة هذا الاختيار ، والتقليل من المفاجآت السيئة والإحباط النفسي عليك أيه الشاب :
تقوى الله عز وجل : لكي تكون أهلا للاختيار السليم ينبغي أن توجد فيك سمات الرجل الصالح الذي يتقي الله حق تقاته ، ويتصف بالأخلاق الحميدة ، كي يستطيع معاشرة زوجك بالمعروف ،مصداقا لقوله جل جلاله[ وعاشروهن بالمعروف ] سورة النساء 19
والصلاح والتقوى هما المحور الأساس لحياة هنيئة مستقرة ، وحسن الخلق والعمل الصالح والسلوك الطيب شجرة راسخة ، أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن الله .
والفحص الطبي :وكم يكون جميلا لو أن المجتمعات الإسلامية شجعت بجد وإخلاص الزواج بين أفراد عشائرها وأسرها وقبائلها وتصير الروابط أقوى ، وينشأ عن ذلك نشء سليم من الأمراض ، يستطيع تحمل الأعباء ومقارعة الخطوب .
وكم يكون جميلاً لو أن الناس اقتنعوا بضرورة الفحص قبل الزواج لتفادي كثير من الأمراض والويلات 0
ومعرفة كل طرف حقيقة الطرف الآخر: أن مشروع الزواج ليس بالأمر الهين ، ولا الرجولة العارضة ، وإنما هو مشروع حياة ، مشروع تتوقف عليه سعادتك أو تعاستك لا قدر الله ، لذا ينبغي عليك أن تدرسه دراسة جيدة ، وأن تستقصي جوانبه قدر استطاعتك ، كي تقدم عليه وأنت على بينة من أمرك ، واعياً ما تريد ، مؤمنا بما تختار ، متفهماً لوضعك ، متجاوبا مع فتاة أحلامك ، مشاركاً لها في أمالها وآلامها ، مطلعا على عقلها وذوقها وملامح شخصيتها .
تعاون المجتمع في أخذ بيد الشباب والفتيات ، كي يتسنى لهم الاختيار السليم وهذا الكلام يوجه إلى جميع أفراد المجتمع كل حسب استطاعته وقدرته واختصاصه ، ولعل العقبة الكأداء التي تعاني منها كثير من المجتمعات الإسلامية هي قضية غلاء المهور ، فينبغي التقليل منها قدر الأماكن، أو تحديد إذا لزم الأمر، كي يتسنى للشاب أن يصل إلى هدفه المنشود من أقرب طريق، ويحصن نفسه والمجتمع . وإن كثيرا من الشباب قد أعرض عن الزواج بسبب المهور الغالية ، والنفقات الباهظة ، التي يفرضها عليهم المجتمع، ولأبد للعقلاء من جلسات متعددة ، وخطوات عملية، ونقاش بناء، وصدق مع النفس ،للأخذ بأيديهم إلى شاطئ الأمان، وتجنيب المجتمع المخاطر المحدقة به
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء أبريل 17, 2013 11:18 am من طرف shery adel
» الحب تلك الكلمة المكونة من حرفين
الثلاثاء أبريل 16, 2013 1:39 pm من طرف shery adel
» موضوع جميل عن الصداقة ........!
الخميس أبريل 11, 2013 4:31 pm من طرف shery adel
» أنآقـــه اللسآن
السبت أبريل 06, 2013 3:07 pm من طرف shery adel
» أفضل شيء عند الشباب والبنات..
الإثنين أبريل 01, 2013 11:33 am من طرف shery adel
» كل ماسكات التبيض للبشره والجسم
السبت مارس 30, 2013 6:39 pm من طرف shery adel
» اسبوع بس وهتحصلي علي معده مشدوده وجسم مثلي
الإثنين مارس 25, 2013 4:46 pm من طرف shery adel
» لو كنت رسما
الخميس يوليو 31, 2008 2:44 pm من طرف Admin