عاشقين العشق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» كيف نقي أنفسنا من أشعة الشمس الضارّة فى فصل الصيف ؟
الدموع Icon_minitime1الأربعاء أبريل 17, 2013 11:18 am من طرف shery adel

» الحب تلك الكلمة المكونة من حرفين
الدموع Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 16, 2013 1:39 pm من طرف shery adel

» موضوع جميل عن الصداقة ........!
الدموع Icon_minitime1الخميس أبريل 11, 2013 4:31 pm من طرف shery adel

» أنآقـــه اللسآن
الدموع Icon_minitime1السبت أبريل 06, 2013 3:07 pm من طرف shery adel

» أفضل شيء عند الشباب والبنات..
الدموع Icon_minitime1الإثنين أبريل 01, 2013 11:33 am من طرف shery adel

» كل ماسكات التبيض للبشره والجسم
الدموع Icon_minitime1السبت مارس 30, 2013 6:39 pm من طرف shery adel

» اسبوع بس وهتحصلي علي معده مشدوده وجسم مثلي
الدموع Icon_minitime1الإثنين مارس 25, 2013 4:46 pm من طرف shery adel

» لو كنت رسما
الدموع Icon_minitime1الخميس يوليو 31, 2008 2:44 pm من طرف Admin

التبادل الاعلاني

الدموع

اذهب الى الأسفل

الدموع Empty الدموع

مُساهمة من طرف Admin الجمعة مايو 09, 2008 1:25 am

الدموعبقلم عبد الهادي الفحيلي












التقيتها. لم تتأخر كثيرا عن
الموعد المضروب بيننا سلفا، عيناها حمراوان مثل حبتي طماطم ناضجتين. دخلنا
إلى أقرب مقهى هروبا من عيون تحترف الفضح كما قالت هي.


رميت جثتي على مقعد وجلست هي قبالتي. صرت أدخن، صامتا.
عيناها الماتزالان حمراوين تنبشان في وجهي. أحسهما. أشعلت سيجارة أخرى
بجمر السابقة. جاءني صوتها:


الدموع Puce_rtl-470e9 تدخن كثيرا!؟

الدموع Puce_rtl-470e9 ………

الدموع Puce_rtl-470e9 لماذا تدخن؟

الدموع Puce_rtl-470e9 لأني أدخن.


عبرت ابتسامة تفتعل الحزن إلى شفتيها.


سرحت بعيدا. كانت ترمقني، لعلها تنتظر أن أقول شيئا. ليس
عندي ما أقوله. هي اتصلت بي وطلبت لقائي. كثيرا ما كانت تؤجل هذا اللقاء
عندما كنت أنا أبادر بطلب ذلك. كانت تتذرع بأسباب لا تقنعني ولو أني كنت
أبدي تفهمي لظروفها. وهاهي اليوم تبادر. لم أسألها عن سر الحمرة في
عينيها. خمنت بأني لو فعلت ذلك فقد أفتح علي بابا من الإزعاج لا طاقة لي
على إغلاقه. أيكون لهذا الأمر علاقة بلقائها بي؟ بين الدخان الذي ينبعث من
سجائري والصمت الذي يتهادى بيننا, تناهى إلى سمعي صوت ما, رنين أو ما
شابهه. رأيتها تخرج هاتفها من حقيبة يدها. تضغط على بعض الأزرار.تمعن
النظر وشفتاها تتحركان. أطلقت كلمة واحدة: "أواه". واندفعت دموعها شلالا.
لم أسألها شيئا. صرت أنظر إليها ببلاهة. أي مصيبة هذه؟ بعد لحظة بدأت
تكفكف دموعها بمنديل. نظرت إلي وقالت:


الدموع Puce_rtl-470e9 اعذرني, لم أستطع التحكم في نفسي.

الدموع Puce_rtl-470e9 لا عليك.

الدموع Puce_rtl-470e9 أمي في حالة سيئة جدا وأنا خجلة منك لأن لقاءنا الأول جاء في مثل هذه الظروف.

الدموع Puce_rtl-470e9 لا تهتمي لذلك. ما يهم هو صحة الوالدة.


أطلت دمعة صغيرة من عينها اليمنى. أخرجت مرآة صغيرة من
حقيبتها وصارت تنظر فيها وهي تمرر أصابعها على خديها كأنها تسوي ما بعثرته
دموعها. أنظر إليها وأنا أنفث الدخان غير معني بأي شيء مما انتابني
اتجاهها في تلك اللحظة.
أرجعت مرآتها إلى الحقيبة وأرسلت نظرة طويلة إلى عيني مباشرة.

الدموع Puce_rtl-470e9 لا أدري ما أقول لك. في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ.
بنت الزانية، ماذا تفعل؟


الدموع Puce_rtl-470e9 خيرا.

الدموع Puce_rtl-470e9 أرجو ألا تسيء فهمي.


بقيت صامتا. لو تختصر وتعتقني من هذا المرض.


ههمهمت بأصوات مبهمة وأشرت لها برأسي وعيني أن تخرج ما
عندها وأنا ما أزال أراود الدخان المنبعث من سيجارتي التي أوشكت على
الاحتراق كاملة.


الدموع Puce_rtl-470e9 لقد تركت أمي مريضة جدا والرسالة التي وصلتني قبل قليل أعلمتني أن حالها قد


ازداد سوءا. وأنا أطلب منك أن…… تقرضني ……بعض النقود وسأسددها لك حالما تتحسن الأمور.


أحنت رأسها وركزت عينيها على سطح الطاولة التي بيننا.


هكذا إذن؟ المسخوطة، كل هذا المسلسل؟ والدموع والحزن و…………. كم من المال تريد يا ترى؟


أدخلت يدي في جيب سروالي وأخرجت ورقة من عشرين درهما. مددتها لها وقلت:


الدموع Puce_rtl-470e9 لا تعيديها لي.


رفعت عينيها إلى يدي الممدودة ثم إلى وجهي. لم تمد يدها
لتأخذ المبلغ. مدت نظرة غضبى تحمل كل علامات الدهشة والاحتقار. انتصبت
واقفة وانفجرت في وجهي بكل حقد: تفو عليك. أحسست بعيون شتى كانت رابضة في
المقهى تغرز نظراتها في هذا المشهد. عندما استدارت وانطلقت لتنزل عبر
الدرج المؤدي إلى الطابق الأرضي للمقهى, عضضت على شفتي تحسرا. كان بنطالها
يكور ردفيها العظيمين بشكل زلزلني. ابتسمت ساخرا. ما أغباها! في أول لقاء؟
وتلك الدموع، وعيناها اللتان تنبئان أنها كانت تبكي قبل أن نلتقي، أهي
حقيقية؟!


لم تنطل علي حيلة الدموع تلك. أعرف أن للنساء قدرة هائلة
على التحكم في تلك الغدد التي تطاوعهن وقتما شئن لتفرز محيطات من الدموع
ومن……الحزن.
هي لم تشرب حتى كوب ماء. لو أخذت تلك العشرين درهما لكان سعيها أفلح ولو
شيئا ما. ارتج جسدي بفعل ضحكة أطلقها شيطاني داخلي لهذه الفكرة.
قمت من مكاني وهطبت إلى الطابق الأرضي. طلبت قهوة سوداء وأنا ما أزال
أبتسم في خاطري ساخرا.


مع الرشفة الأولى جاءتني صورتها, أينك الآن؟ لو تعرفين ما
جرى؟ كانت تبكي لأتفه الأسباب, لم تطلب مني ولو درهما واحدا رغم هذه
السنين التي مرت وأنا أسترق منها سر تفاح الدنيا كله. وعندما تنهمر دموعها
أضمها وأقبلها وأمسح عينيها فأحس بخلاياي تنشطر وتستبد بي الرغبة القاتلة
في مضاجعتها. كانت لا تمانع. أهو البكاء مفتاح الجسد؟ بكت مرة ونحن في
حضرة البحر نفترش الرمل هروبا من إفلاس ألم بجيوبي. كانت تشكو لي أباها
الذي لا يعدل بينها وبين أختها الصغيرة خاصة في المصروف. وهي تحكي بعض
التفاصيل أفلتت دموعها، أسرعت يدي تربت على خدها وتمسح سيولها. كانت فتحة
صدرها تراود كل الشوارد في دمي. أمسكت وجهها الغارق في الدموع ونظرت في
عينيها. كانتا تصرخان, شفتاها تناديان كل شيطان أرعن في ثناياي. منفرجتان
تستجديان جنوني المتوقد. هكذا بدت لي سيما وأن دموعها زادت جمالها القمحي
وحشية وصراخا. احتويتها بذراعي وصرت أعصر فمها المضرج بالشهوة بفمي. تركت
لي المجال واسعا لأسرح بعيدا على جسدها المحموم غير عابئ بما قد يحصل خاصة
ونحن نتلاشى على مرآى ومسمع الريح.


وهكذا, كانت كلما بكت أو بكيت نفعل ذلك الشيء اللذيذ.
الحقيقة أنها هي التي كانت تبكي باستمرار. لا أذكر أنني بكيت أمامها مرة.
ربما أكون قد فعلت.
حتى أمي كانت تبكي كثيرا. ربما لهذا السبب أنجبت عددا لا بأس به نصفه مات
وفق ما تذكر هي. هل كان أبي يضاجعها حين تبكي؟ لا أدري لأنني لم أرها مرة
تبكي في حضرته.


أمي لم تكن الوحيدة التي تبكي في البيت. حتى أخي الأكبر
رأيت دموعه مرات عديدة, كنت صغيرا, فأقول في نفسي: "ياه، يبكي مثل امرأة".
أختي الكبيرة كانت تمتلك بحرا زاخرا من الدموع. قبل أن تتزوج كانت تبكي
كثيرا. لم أكن أعرف الأسباب لأني كنت صغيرا جدا ولو أني كنت أرى أبي ينهال
عليها ضربا وشتما. لم تكن الوحيدة التي كان أبي يضربها، أمي كذلك كانت
تأخذ حصتها وبسخاء.


بعد زواجها, كنت أراها تبكي أمام أمي وهي تشكو زوجها الذي
يراعي خاطر أمه أكثر من اللازم. مرات كانت أمي تضمها وينخرطان في نوبة
بكاء طويلة.


كانت كلما بكت تلد طفلا. لها الآن ثلاثة إناث وذكرا. لم
تعد تزورنا كثيرا. مرة من المرات التي قلت فيها زيارتها لنا بكت بحرقة حتى
جف الدمع من مقلتيها. أمي تواسيها. لكنها لم تلد بعدها.


الشخص الوحيد الذي لم أره يوما يبكي هو أبي. لكنه بكى
مرة. لم أبصر دموعه بالطبع. كانت عيناه منتفختان ومثل الجمر. قيل لي إنه
بكى حزنا على ابن عم لي يعزه كثيرا جدا مات في ريعان شبابه. حتى أنا بكيت
عليه. الكل بكى حزنا ذلك اليوم.
أبي بكى إذن! جلمود الصخر بكى! كان قد عانق زوجة عمي –أم الفقيد- وأطلق
العنان لدموعه…. ربما بكى لحسرته على حظه العاثر وهو يتحسس جسد زوجة أخيه
المثمر والناضج، فقارن بينه وبين جسد أمي الذي أكله الزمن؟!!!

Admin
Admin
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 187
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

https://maxman.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى