بحـث
المواضيع الأخيرة
التبادل الاعلاني
عذاب الوسواس القهرى
صفحة 1 من اصل 1
عذاب الوسواس القهرى
إن أحاسيس القلق والشكوك والاعتقادات
المرتبطة بالتشاؤم والتفاؤل كل هذه أشياء عادية فى حياة كل منا000 فمثلا
التلميذ الذى يعد السلالم أثناء هبوطه أو تسلقه والذى يقذف حجرا بقدمه من
المدرسة إلى المنزل وكذلك عند العودة، أو يسير خطوة على الرصيف وخطوة على
الأرض وهو يعلم تفاهة هذه الأعمال ولكنه لا يستطيع التوقف عنها000 كذلك
فان الكثير من العادات والتقاليد يلعب فيها العامل القهرى دورا هاما000
فحدوة الحصان على المنزل تمنع الحسد ويوم الجمعة ظهرا ساعة نحس، وسكب
الملح على المائدة يبعث على التشاؤم000 وهكذا ثم نفخ الزهر قبل لعب
الطاولة، ثم الطقوس الذى يقوم بها الفرد قبل خروجه من المنزل من شرب الشاى
وقراءة الجرائد، وحلق الذقن والاستحمام والإفطار بطريقه منتظمة إن اختلف
عنها شعر بعدم الراحة والقلق رغم معرفته إن تغيير هذا الروتين لن يضر
إطلاقا 000 والطالب الذى يستمر طوال الامتحان مرتديا نفس الزي الذى انهى
به اليوم الأول وأجاد أثناءه الامتحان وأصبح يتشاءم من تغيير ردائه0
ولكن
عندما تصبح هذه الأشياء زائدة عن الحد كان يستغرق إنسان فى غسيل اليدين
ساعات وساعات 000أو عمل أشياء غير ذات معنى على الإطلاق كان تقود سيارتك
ساعات وساعات حول منطقة سكنك للتأكد من إن حادثة ما لم تحدث، عندئذ يقوم
الأطباء بتشخيص الحالة على أنها حالة مرض الوسواس القهرى. ففى مرض الوسواس
القهرى، يبدو العقل كأنه التصق بفكره معينة أو دافع ما و أن العقل لا يريد
أن يترك هذه الفكرة أو هذا الدافع. ويعتبر مرض الوسواس القهرى مرضا طبيا
مرتبط بالمخ ويسبب مشاكل فى معالجة المعلومات الذى تصل المخ.
ويتضمن
مرض الوسواس القهرى عادة أن تكون هناك وساوس وأفعال قهرية، على الرغم من
أن المصاب بمرض الوسواس القهرى قد يعانى فى بعض الأحيان من أحد العرضين
دون الآخر.
ومن
الممكن أن يصيب هذا المرض الأشخاص فى جميع الأعمار ويجب أن نلاحظ أن معظم
الوساوس القهرية لا تمثل مرضا000 فهناك طقوس معينة (مثل الأغانى التى تغنى
قبل النوم وبعض الممارسات الدينية) والتى تعتبر جزءا من الحياة اليومية
والذى تلقى ترحيبا من الجميع.
أما
المخاوف العادية مثل الخوف من العدوى بمرض ما والتى قد تزيد فى أوقات
الضغط العصبى كان يكون أحد أفراد الأسرة مريضا أو على وشك الموت فلا تعتبر
مثل هذه الأعراض مرضا ما لم تستمر فتره طويلة وتصبح غير ذات معنى وتسبب
ضغوطا عصبية للمريض أو تحول دون أداء المريض للواجبات المناطه به أو تتطلب
تدخلا طبيا.
والوساوس
هى الأفكار والصور والدوافع الغريزية التى قد تتم بشكل متكرر وتحس بأنها
خارجه عن إرادتك000 وعادة لا يريد الشخص أن يفكر بهذه الأفكار ويجدها
مضايقه له ويجد نفسه مرغما عليها ويحس عادة بأن هذه الأفكار لا معنى لها
فى الحقيقة. وقد يقلق الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهرى بشكل زائد عن
الحد من الجراثيم والأتربة وقد يحسون انهم مرغمين على التفكير بشكل مستمر
فى فكرة انهم قد التقطوا عدوى أو انهم سيعدون الآخرين .وأحيانا يفكر هؤلاء
الأشخاص بشكل متكرر فى انهم قد آذوا شخصا ما ربما خلال إخراجهم السيارة من
ممر الجراج… أو
يخاف من أن يقوم فى المسجد أثناء الصلاة فيسب الله. ويستمر هؤلاء الأشخاص
فى التفكير بهذه الفكرة على الرغم من انهم يعرفون عاده أنها ليست حقيقة.
وترتبط
بالوسواس أحاسيس غير مريحة مثل الخوف والاشمئزاز والشك. ويحاول الأشخاص
المصابون بمرض الوسواس القهرى فى العادة أن يخففوا من الوساوس التى تسبب
لهم القلق عن طريق القيام بأعمال قهرية يحسون أن عليهم القيام بها.
والأعمال القهرية
هى أعمال يقوم الإنسان بعملها بشكل تكرارى وعادة ما يتم القيام بهذه
الأعمال طبقا لقواعد محددة 000فقد يقوم الأشخاص المصابون بوسواس العدوى
بالاغتسال مرات ومرات وبشكل مستمر حتى أن أيديهم تصبح متسلخة وملتهبة من
كثرة الاغتسال000 وقد يقوم الشخص بالتأكد مرة ومرات من انه قد اغلق الموقد
أو المكواة فى مرضى الوسواس القهرى المتعلق بالخوف من احترق المنزل.
وعلى
العكس من الأعمال القهرية الأخرى كشرب الخمور القهرى والمقامرة القهرية
فان الوساوس القهرية لا تمنح صاحبها الرضا أو اللذة بل يتم القيام بهذه
الأعمال المتكررة للتخلص من عدم الارتياح الذى يصاحب الوساوس.
ويعانى
مريض الوسواس القهرى معاناة شديدة من تلك الوساوس التى ينكرها عقله و
يستنكرها ولكنه لا يستطيع الخلاص منها ويجد الكثير من الحرج فى التحدث
عنها أمام الآخرين 000 وحتى أمام الطبيب النفسى.
وعندما
يحضر المريض للكشف من مرض الوسواس القهرى فانه يتكلم أحيانا فى موضوعات
أخرى 000 أو قد يبدأ ببعض الشكاوى الجسمانية قبل أن يتحدث عن مرضه كأنه
يجس نبض الطبيب وعندما يحس بان الطبيب يفهم معنى وأعراض المرض فانه يندفع
فى الحديث عن مشكلته الخاصة باستفاضة ويظل يلف ويدور حول معنى الوساوس000
ولا يحس بالراحة إلا بعد أن يعرض مشكلته بوضوح ويكررها اكثر من مرة حتى
يطمئن أن الطبيب قد أدرك مشكلته ومدى معاناته.
وفى
أحد الأيام حضر إلى العيادة شاب يبلغ من العمر 30 عاما ويعمل طبيب فى إحدى
الدول العربية ، وكان يبدوا علية علامات التوتر والاكتئاب ، وعندما سألته
عما يعانى منه قال:
كانت هذه مقابلة مع مريض بالوسواس القهرى حيث كان يعانى من الوساوس الفكرية .
ويظهر اضطراب الوسواس القهرى عادة فى
الشخصية الوسواسية والتى تتميز بالصلابة مع عدم المرونه، وصعوبة التكيف
والتأقلم للظواهر المختلفة مع حب النظام والروتين وضبط المواعيد، والدقة
فى كل الأعمال والاهتمام بالتفصيلات والثبات فى المواقف الشديدة أى أن هذه
الشخصية عكس الشخصية الهستيرية بسرعة تقلباتها وذبذباتها وقابليتها
للإيحاء، ولا شك أن الإنسان الناجح يحتاج لبعض سمات الشخصية الوسواسية
حتى يستطيع تنظيم ذاته، لكن إذا زادت عن الحدود الطبيعية، فدائما ما تجعله
هذه الشخصية عرضه للصدام مع الزملاء والرؤساء والمرءوسين نظرا لضميرهم
الحى ورغبتهم فى تطبيق مثاليتهم على كل من حولهم
وقد ذهب البعض فى تفسير
مرض الوسواس القهرى إلى أن سببه هو وجود بؤرة كهربائية نشيطة فى لحاء
المخ، وتسبب هذه البؤرة حسب مكانها فى اللحاء فكرة أو حركة أو اندفاعا
وتستمر هذه الدائرة الكهربائية فى نشاطها رغم محاولة مقاومتها تماما كما
تتعطل الاسطوانة فى المسجل وتتكرر نفس النغمة وتستمر إن لم يحركها الفرد
إلى نغمه أخرى000 وهذه البؤرة وان لم تكن فى حالة نشاط مستمر إلا أنها على
اتصال دائم بكافة الدوائر الكهربائية فى لحاء المخ ولذا يتبين للمريض عدم
صحة هذه الفكرة لان بقية اللحاء أو مركز الفكر يقاوم هذه البؤرة . ويختلف
ذلك عن هذاءات العظمة أو الاضطهاد والذى تسببه بؤرة كهربائية فى اللحاء
ولكنها عزلت نفسها عن باقى اللحاء بعملية انفصال عن باقى الدوائر
الكهربائية، ولذا فالمريض يؤمن بصحتها نظرا لعدم وجود نشاط لحائى على
اتصال بهذه البؤرة لمقاومتها أو الكف من نشاطها.
والجدير بالذكر أن كلمة
الوسواس فى اللغة العربية تشمل الوسواس الخناس ألا وهو الشيطان000 أما
الوسواس القهرى فهو مرض نفسى 000وفى كل اللغات الأخرى فان الكلمتان
مختلفتان ونستطيع إدراك لماذا يلجأ مرضى الوسواس القهرى إلى رجال الدين
الذين كثيرا ما يصفون المرض على انه من عمل الشيطان ويزيد ذلك الطين بلة
حيث يعانى المريض المؤمن من الشعور بالذنب والاكتئاب000 ولذا يجب التوعية
بهذه الفروق حيث أن كثيرا من المرضى لا يعلمون، وليس عندهم الوعى الكافى
والدراية اللازمة انه مرض وله علاج ناجح خاصة فى السنوات الأخيرة .
ويحتاج مريض الوسواس
القهرى للعلاج النفسى وذلك لتفسير طبيعة الأعراض وطمأنته بأن حالته بعيدة
عن الجنون والتقليل من خوفه على ملكاته العقلية مع محاولة الكشف عن
العوامل الدفينة التى أدت إلى هذه الأعراض والمعنى الرمزى لأعراضه كما
يحتاج المريض أحيانا إلى تغير مكان العمل أو السكن حتى يبتعد عن مصدر
الوساوس خاصة إذا كان له علاقة بالخوف من الأمراض أو التلوث بالميكروبات
أو طقوس حركيه خاصة000وبالطبع فهذا النوع من العلاج وقتى ولا يستأصل المرض
جذريا لأنه سرعان ما تعود الأعراض ثانية بالرغم من تغيير البيئة .
وتفيد العقاقير المضادة
للقلق والاكتئاب والأدوية المطمئنة الكبرى فى اختفاء التوتر والاكتئاب
المصاحبين للوسواس مما يجعل المريض قادرا على مقاومته راغبا فى الاستمرار
فى نشاطه الاجتماعى
وقد ظهرت حديثا العقاقير المضادة للاكتئاب
والتى لها خاصية زيادة الموصل العصبى السيروتونين مثل عقار انفرانيل و
عقار بروزاك وعقار فافارين وأثبتت فاعلية فى علاج الوسواس القهرى مقارنة
بالعقاقير الأخرى المضادة للاكتئاب والتى تتلخص فاعليتها فى تخفيف القلق
والاكتئاب دون التأثير علىالوسواس
المرتبطة بالتشاؤم والتفاؤل كل هذه أشياء عادية فى حياة كل منا000 فمثلا
التلميذ الذى يعد السلالم أثناء هبوطه أو تسلقه والذى يقذف حجرا بقدمه من
المدرسة إلى المنزل وكذلك عند العودة، أو يسير خطوة على الرصيف وخطوة على
الأرض وهو يعلم تفاهة هذه الأعمال ولكنه لا يستطيع التوقف عنها000 كذلك
فان الكثير من العادات والتقاليد يلعب فيها العامل القهرى دورا هاما000
فحدوة الحصان على المنزل تمنع الحسد ويوم الجمعة ظهرا ساعة نحس، وسكب
الملح على المائدة يبعث على التشاؤم000 وهكذا ثم نفخ الزهر قبل لعب
الطاولة، ثم الطقوس الذى يقوم بها الفرد قبل خروجه من المنزل من شرب الشاى
وقراءة الجرائد، وحلق الذقن والاستحمام والإفطار بطريقه منتظمة إن اختلف
عنها شعر بعدم الراحة والقلق رغم معرفته إن تغيير هذا الروتين لن يضر
إطلاقا 000 والطالب الذى يستمر طوال الامتحان مرتديا نفس الزي الذى انهى
به اليوم الأول وأجاد أثناءه الامتحان وأصبح يتشاءم من تغيير ردائه0
ولكن
عندما تصبح هذه الأشياء زائدة عن الحد كان يستغرق إنسان فى غسيل اليدين
ساعات وساعات 000أو عمل أشياء غير ذات معنى على الإطلاق كان تقود سيارتك
ساعات وساعات حول منطقة سكنك للتأكد من إن حادثة ما لم تحدث، عندئذ يقوم
الأطباء بتشخيص الحالة على أنها حالة مرض الوسواس القهرى. ففى مرض الوسواس
القهرى، يبدو العقل كأنه التصق بفكره معينة أو دافع ما و أن العقل لا يريد
أن يترك هذه الفكرة أو هذا الدافع. ويعتبر مرض الوسواس القهرى مرضا طبيا
مرتبط بالمخ ويسبب مشاكل فى معالجة المعلومات الذى تصل المخ.
ويتضمن
مرض الوسواس القهرى عادة أن تكون هناك وساوس وأفعال قهرية، على الرغم من
أن المصاب بمرض الوسواس القهرى قد يعانى فى بعض الأحيان من أحد العرضين
دون الآخر.
ومن
الممكن أن يصيب هذا المرض الأشخاص فى جميع الأعمار ويجب أن نلاحظ أن معظم
الوساوس القهرية لا تمثل مرضا000 فهناك طقوس معينة (مثل الأغانى التى تغنى
قبل النوم وبعض الممارسات الدينية) والتى تعتبر جزءا من الحياة اليومية
والذى تلقى ترحيبا من الجميع.
أما
المخاوف العادية مثل الخوف من العدوى بمرض ما والتى قد تزيد فى أوقات
الضغط العصبى كان يكون أحد أفراد الأسرة مريضا أو على وشك الموت فلا تعتبر
مثل هذه الأعراض مرضا ما لم تستمر فتره طويلة وتصبح غير ذات معنى وتسبب
ضغوطا عصبية للمريض أو تحول دون أداء المريض للواجبات المناطه به أو تتطلب
تدخلا طبيا.
والوساوس
هى الأفكار والصور والدوافع الغريزية التى قد تتم بشكل متكرر وتحس بأنها
خارجه عن إرادتك000 وعادة لا يريد الشخص أن يفكر بهذه الأفكار ويجدها
مضايقه له ويجد نفسه مرغما عليها ويحس عادة بأن هذه الأفكار لا معنى لها
فى الحقيقة. وقد يقلق الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهرى بشكل زائد عن
الحد من الجراثيم والأتربة وقد يحسون انهم مرغمين على التفكير بشكل مستمر
فى فكرة انهم قد التقطوا عدوى أو انهم سيعدون الآخرين .وأحيانا يفكر هؤلاء
الأشخاص بشكل متكرر فى انهم قد آذوا شخصا ما ربما خلال إخراجهم السيارة من
ممر الجراج… أو
يخاف من أن يقوم فى المسجد أثناء الصلاة فيسب الله. ويستمر هؤلاء الأشخاص
فى التفكير بهذه الفكرة على الرغم من انهم يعرفون عاده أنها ليست حقيقة.
وترتبط
بالوسواس أحاسيس غير مريحة مثل الخوف والاشمئزاز والشك. ويحاول الأشخاص
المصابون بمرض الوسواس القهرى فى العادة أن يخففوا من الوساوس التى تسبب
لهم القلق عن طريق القيام بأعمال قهرية يحسون أن عليهم القيام بها.
والأعمال القهرية
هى أعمال يقوم الإنسان بعملها بشكل تكرارى وعادة ما يتم القيام بهذه
الأعمال طبقا لقواعد محددة 000فقد يقوم الأشخاص المصابون بوسواس العدوى
بالاغتسال مرات ومرات وبشكل مستمر حتى أن أيديهم تصبح متسلخة وملتهبة من
كثرة الاغتسال000 وقد يقوم الشخص بالتأكد مرة ومرات من انه قد اغلق الموقد
أو المكواة فى مرضى الوسواس القهرى المتعلق بالخوف من احترق المنزل.
وعلى
العكس من الأعمال القهرية الأخرى كشرب الخمور القهرى والمقامرة القهرية
فان الوساوس القهرية لا تمنح صاحبها الرضا أو اللذة بل يتم القيام بهذه
الأعمال المتكررة للتخلص من عدم الارتياح الذى يصاحب الوساوس.
ويعانى
مريض الوسواس القهرى معاناة شديدة من تلك الوساوس التى ينكرها عقله و
يستنكرها ولكنه لا يستطيع الخلاص منها ويجد الكثير من الحرج فى التحدث
عنها أمام الآخرين 000 وحتى أمام الطبيب النفسى.
وعندما
يحضر المريض للكشف من مرض الوسواس القهرى فانه يتكلم أحيانا فى موضوعات
أخرى 000 أو قد يبدأ ببعض الشكاوى الجسمانية قبل أن يتحدث عن مرضه كأنه
يجس نبض الطبيب وعندما يحس بان الطبيب يفهم معنى وأعراض المرض فانه يندفع
فى الحديث عن مشكلته الخاصة باستفاضة ويظل يلف ويدور حول معنى الوساوس000
ولا يحس بالراحة إلا بعد أن يعرض مشكلته بوضوح ويكررها اكثر من مرة حتى
يطمئن أن الطبيب قد أدرك مشكلته ومدى معاناته.
وفى
أحد الأيام حضر إلى العيادة شاب يبلغ من العمر 30 عاما ويعمل طبيب فى إحدى
الدول العربية ، وكان يبدوا علية علامات التوتر والاكتئاب ، وعندما سألته
عما يعانى منه قال:
يا دكتور أنا مكسوف أقول لك على الشكوى اللى اشتكى منها
المفروض أن الإنسان يأتى للطبيب النفسى ويفتح له قلبه حتى يستطيع الطبيب أن يساعده.
اصل أنا خايف انك تقول عنى أنى مجنون لما تسمع الشكوى .
تكلم 000 يمكن نقدر نساعد بعض فى التغلب على هذه الشكوى.
أنا عندى خوف ورعب من أسلاك الكهرباء فى البيت.
وما سبب هذا الخوف؟
عندى إحساس مستمر أن أسلاك
الكهرباء غير معزولة جيدا000 وان هناك ماس كهربائى سوف يحدث أثناء نومى
مما يؤدى إلى حريق فى الشقة ويؤذينى وأولادى ونحن نائمون.
هل هذا الخوف له مبرر 000 يعنى هل هناك مشكلة فى الكهرباء فى شقتك.
الواقع أن الأسلاك سليمة 000أنا
راجعت الأسلاك والوصلات الكهربائية فى الشقة اكثر من مرة وكلها كانت سليمة
…ولكنى غير مطمئن لذلك 000أكثر من كهربائى متخصص حضروا للشقة وراجعوا جميع
الوصلات الكهربائية وأكدوا لى أنها كلها سليمة ولا تحتاج أى إصلاح،ومع ذلك
فأنى غير مطمئن000
آخر كهربائى طلبت منه أن يفك جميع الأسلاك والوصلات الكهربائية فى الشقة
ويعيد تركيبها مرة أخرى ولكن بعد أن أنجز عمله و استلم العمل منه مهندس
أحضرته خصيصا لكى أطمئن على دقة العمل000 وبعد فترة رجع لى الإحساس بالخوف
من نفس الموضوع000 أصبحت لا أنام من تكرار الفكرة فى مخى ، وأقوم أمر على
جميع الوصلات فى الشقة حتى أهدأ وأستطيع النوم.
يا ترى الفكرة دى مضى عليها مدة ؟
الفكرة دى تدور فى ذهنى منذ حوالى شهرين.
يا ترى كان حصل لك زمان أفكار أو وساوس شغلتك مدة من الزمن؟.
حصل لى أثناء دراستى فى كلية
الطب وساوس مرضية استمرت حوالى 6 أشهر وكان عن موضوع العدوى والمرض أثناء
دراستى فى المستشفى الجامعى 000 كان عندى وساوس عن مرض الإيدز 000 الموضوع
كان شاغل ذهنى بطريقة شديدة ، وكان عندى إحساس فظيع بأنى قد أصبت بالمرض
000 كل الأطباء لم يفلحوا فى مساعدتى للتغلب على هذا الوهم 000لم أطمئن
بأن المرض ينقل عن طريق الدم فقط0000 حتى بعد أن تم عمل جميع الفحوص
والتحاليل التى أثبتت أنى سليم ،ولكن الفكرة ظلت تراودنى لدرجة أنى أصبت
بالإحباط و الاكتئاب و القلق الشديد .
هل تناولت علاج خلال تلك الفترة ؟
أنا رحت لطبيب نفسى فى
الجامعة وهو كتب لى على علاج ، وأنا استعملت العلاج لمدة من الزمن وبعدها
هدأت الفكرة وتخلصت منها ونجحت فى الدراسة000 أنا الحمد لله خلصت من فكرة
مرض الإيدز ، بس أنا حزين من وساوس الكهرباء اللى حاليا تؤثر على ذهنى
وتركيزى 000 أنا لا أستطيع العمل فى العيادة بسبب التوتر والقلق من هذه
الفكرة.
كانت هذه مقابلة مع مريض بالوسواس القهرى حيث كان يعانى من الوساوس الفكرية .
ويظهر اضطراب الوسواس القهرى عادة فى
الشخصية الوسواسية والتى تتميز بالصلابة مع عدم المرونه، وصعوبة التكيف
والتأقلم للظواهر المختلفة مع حب النظام والروتين وضبط المواعيد، والدقة
فى كل الأعمال والاهتمام بالتفصيلات والثبات فى المواقف الشديدة أى أن هذه
الشخصية عكس الشخصية الهستيرية بسرعة تقلباتها وذبذباتها وقابليتها
للإيحاء، ولا شك أن الإنسان الناجح يحتاج لبعض سمات الشخصية الوسواسية
حتى يستطيع تنظيم ذاته، لكن إذا زادت عن الحدود الطبيعية، فدائما ما تجعله
هذه الشخصية عرضه للصدام مع الزملاء والرؤساء والمرءوسين نظرا لضميرهم
الحى ورغبتهم فى تطبيق مثاليتهم على كل من حولهم
وقد ذهب البعض فى تفسير
مرض الوسواس القهرى إلى أن سببه هو وجود بؤرة كهربائية نشيطة فى لحاء
المخ، وتسبب هذه البؤرة حسب مكانها فى اللحاء فكرة أو حركة أو اندفاعا
وتستمر هذه الدائرة الكهربائية فى نشاطها رغم محاولة مقاومتها تماما كما
تتعطل الاسطوانة فى المسجل وتتكرر نفس النغمة وتستمر إن لم يحركها الفرد
إلى نغمه أخرى000 وهذه البؤرة وان لم تكن فى حالة نشاط مستمر إلا أنها على
اتصال دائم بكافة الدوائر الكهربائية فى لحاء المخ ولذا يتبين للمريض عدم
صحة هذه الفكرة لان بقية اللحاء أو مركز الفكر يقاوم هذه البؤرة . ويختلف
ذلك عن هذاءات العظمة أو الاضطهاد والذى تسببه بؤرة كهربائية فى اللحاء
ولكنها عزلت نفسها عن باقى اللحاء بعملية انفصال عن باقى الدوائر
الكهربائية، ولذا فالمريض يؤمن بصحتها نظرا لعدم وجود نشاط لحائى على
اتصال بهذه البؤرة لمقاومتها أو الكف من نشاطها.
والجدير بالذكر أن كلمة
الوسواس فى اللغة العربية تشمل الوسواس الخناس ألا وهو الشيطان000 أما
الوسواس القهرى فهو مرض نفسى 000وفى كل اللغات الأخرى فان الكلمتان
مختلفتان ونستطيع إدراك لماذا يلجأ مرضى الوسواس القهرى إلى رجال الدين
الذين كثيرا ما يصفون المرض على انه من عمل الشيطان ويزيد ذلك الطين بلة
حيث يعانى المريض المؤمن من الشعور بالذنب والاكتئاب000 ولذا يجب التوعية
بهذه الفروق حيث أن كثيرا من المرضى لا يعلمون، وليس عندهم الوعى الكافى
والدراية اللازمة انه مرض وله علاج ناجح خاصة فى السنوات الأخيرة .
ويحتاج مريض الوسواس
القهرى للعلاج النفسى وذلك لتفسير طبيعة الأعراض وطمأنته بأن حالته بعيدة
عن الجنون والتقليل من خوفه على ملكاته العقلية مع محاولة الكشف عن
العوامل الدفينة التى أدت إلى هذه الأعراض والمعنى الرمزى لأعراضه كما
يحتاج المريض أحيانا إلى تغير مكان العمل أو السكن حتى يبتعد عن مصدر
الوساوس خاصة إذا كان له علاقة بالخوف من الأمراض أو التلوث بالميكروبات
أو طقوس حركيه خاصة000وبالطبع فهذا النوع من العلاج وقتى ولا يستأصل المرض
جذريا لأنه سرعان ما تعود الأعراض ثانية بالرغم من تغيير البيئة .
وتفيد العقاقير المضادة
للقلق والاكتئاب والأدوية المطمئنة الكبرى فى اختفاء التوتر والاكتئاب
المصاحبين للوسواس مما يجعل المريض قادرا على مقاومته راغبا فى الاستمرار
فى نشاطه الاجتماعى
وقد ظهرت حديثا العقاقير المضادة للاكتئاب
والتى لها خاصية زيادة الموصل العصبى السيروتونين مثل عقار انفرانيل و
عقار بروزاك وعقار فافارين وأثبتت فاعلية فى علاج الوسواس القهرى مقارنة
بالعقاقير الأخرى المضادة للاكتئاب والتى تتلخص فاعليتها فى تخفيف القلق
والاكتئاب دون التأثير علىالوسواس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء أبريل 17, 2013 11:18 am من طرف shery adel
» الحب تلك الكلمة المكونة من حرفين
الثلاثاء أبريل 16, 2013 1:39 pm من طرف shery adel
» موضوع جميل عن الصداقة ........!
الخميس أبريل 11, 2013 4:31 pm من طرف shery adel
» أنآقـــه اللسآن
السبت أبريل 06, 2013 3:07 pm من طرف shery adel
» أفضل شيء عند الشباب والبنات..
الإثنين أبريل 01, 2013 11:33 am من طرف shery adel
» كل ماسكات التبيض للبشره والجسم
السبت مارس 30, 2013 6:39 pm من طرف shery adel
» اسبوع بس وهتحصلي علي معده مشدوده وجسم مثلي
الإثنين مارس 25, 2013 4:46 pm من طرف shery adel
» لو كنت رسما
الخميس يوليو 31, 2008 2:44 pm من طرف Admin